الجراحون وسرطان- خطر مهني مضاعَف يستدعي حماية أكبر

المؤلف: «عكاظ» (جدة) OKAZ_online@08.21.2025
الجراحون وسرطان- خطر مهني مضاعَف يستدعي حماية أكبر

كشفت دراسة طبية رائدة، أجريت في أروقة جامعة هارفارد المرموقة، عن معطيات مذهلة تلقي الضوء على المخاطر الصحية الملازمة لمهنة الجراحة. فقد بينت الدراسة أن الجراحين يواجهون احتمالية أكبر للوفاة جراء الإصابة بداء السرطان، حيث تتضاعف هذه النسبة مقارنة بزملائهم العاملين في التخصصات الطبية الأخرى. وأفادت نتائج البحث أن معدل الوفيات في صفوف الجراحين يصل إلى ما يقارب 193.2 حالة لكل 100 ألف جراح في السنة الواحدة، بينما لا يتجاوز هذا المعدل 87.5 حالة لكل 100 ألف طبيب من غير الجراحين، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة تقدر بحوالي 20% مقارنة ببقية الأطباء. ويعزو الباحثون هذا التباين الملحوظ إلى طبيعة العمل الجراحي التي تتسم بالتعرض المتكرر للإشعاعات المؤينة خلال العمليات الجراحية، واستنشاق الغازات المتصاعدة من المواد الكيميائية المستخدمة في عمليات التعقيم والتخدير، بالإضافة إلى الإجهاد البدني والنفسي الشديدين الناجمين عن ساعات العمل المطولة وغير المنتظمة. وقد بينت الاستنتاجات أن هذه العوامل المتضافرة قد تسهم بشكل كبير في إضعاف منظومة المناعة لدى الجراحين، الأمر الذي يزيد من فرص الإصابة بالأورام الخبيثة على المدى البعيد. وأكد الخبراء على أن هذا الخطر المتزايد لا يعني بالضرورة أن مهنة الجراحة قاتلة بطبيعتها، بل يشير إلى وجود عوامل مهنية وبيئية قابلة للتعديل والسيطرة عليها إلى حد كبير من خلال تعزيز إجراءات السلامة داخل غرف العمليات، وتوفير أنظمة تهوية متطورة وفعالة، وتطبيق بروتوكولات صارمة للوقاية من الإشعاع. علاوة على ذلك، أوصت الدراسة بأهمية إجراء فحوصات دورية ومنتظمة للكشف المبكر عن السرطان بين الجراحين، بالإضافة إلى تبني أنماط حياة صحية تحد من المخاطر، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، والاغتناء بفترات راحة كافية لاستعادة النشاط وتجديد الطاقة. وتهدف هذه النتائج إلى فتح آفاق جديدة أمام المؤسسات الصحية لإعادة النظر في بيئة العمل الجراحية، واتخاذ تدابير عملية وفعالة لحماية الكوادر الطبية التي تقف في الخطوط الأمامية لإنقاذ حياة المرضى.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة